أبذل له من قليلك يعطيك من كثيرة

                                       
                   أبذل له من قليلك يعطيك من كثيرة

من شِق التمرة التي نجا ببذلها أُناس سأبدأ حديثي ،، بل من النية الصالحة التي سبقت والتوفيق الذي رافق .
بعد أن حدثوني أنه سيمر بجدب أرضي وصحراء قلبي ومخزون روحي الذي قارب نفاده عابر سبيل ، يعطي جزيلاً مقابل قليل . عزمتُ أن أهيئ له بداثرِ منزلي نُزلاً ، ومن بالي مفارشي مؤطاً ومجلساً ، ومن فتات خبزي ضيافةً وقِرى ، وهو غاية ما أملك ، وهكذا هو جهد المقلين وحال المعسرين الذي لا يتكلفون معدوماً ولا يبخلون بموجود ، طمعاً أن يرقَّ لحالي بعد أن يرى ثوبي البالي .
سأدخل عليه من باب الكرم لأكتب على يده المبسوطة حروفاً وأنا أعلم أن سيمحوها الإسداءُ والإعطاء ولكن رجاءَ أن استلمها مطبوعةً على عطاياه حروفاً على ألوف .
والنيةُ قبل الأعمال ، وفيها تُظهر بركتها وتحوز خيرها وأجرها كيف وقد جاء في الحديث ” نية المؤمن خيرٌ من عمله” ” وإنما لكل امرئ ما نوى ”
والتوفيق مرافقٌ للنية الصالحة وقد جاء في الخبر ” من فتح على نفسه باب نيةٍ صالحة فتح الله له سبعين باباً من أبواب التوفيق ” .
ونحن إذا نرتقب في أيامنا هذه الشهر الكريم نجد أن الأكرم أخبرنا أنها موسم استعداد للشهر فقال “ إن الله عز وجل ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يُدخله، ويكتب إصره وشقاءه من قبل أن يُدخله، وذلك أن المؤمن يُعِد فيه القوة للعبادة من النفقة، ويُعِد المنافق اتباع غفلة الناس، واتباع عوراتهم، فهو غُنمٌ للمؤمن ونقمة للفاجر، أو قال: يغتَم به الفاجر  ” جديرٌ بنا أن نجدد فيها نوايانا حتى نؤجر ونوفق فيه لمزيد من الطاعات والقربات .
وقفت هنا عند النيات سائلاً ربي أن يبلغني ومن يقرأ الأمنيات وفوق الأمنيات زيادات أبذل معها في نهاية حديثي شِق التمرة الآخر أضمه إلى مابه بدأت لتكمل بها نصيحةً أهديها لنفسي أو أشاطرها لمن يبغيها حتى يقالُ لي وله مع أول ليلةٍ ياباغي الخير أقبل ، تُقبل بذلك النداء علينا عطايا المولى نجني ثمارها في الشهر المبارك مغفرةً ورحمة ً وعتقاً من النار .
هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تصميم Kas[p]er-x97