نفرش القلب وروداً… بقدومك رمضان
هي أيام قليلة ويأتينا ذلك الضيف الزائر العزيز..ضيف لا ككل الضيوف.. بل هو أرقى وأسمى..يأتينا وقلوبنا متلهفة لِلُقياه.. وعُيوننا مُرتقبة لقدومه.. يأتي بالخير والفرح…بالرحمة والنور.. فهل نفرشُ له مُهج العيون مُنيبين مطيعين؟ أم ستأخدنا عنه الملهيات والمشغلات، وهل سنسمح له بالعبور دون أن نأخذَ من عبقِ إيمانه.. ونفحات صيامه وأفضاله؟؟ هل سنؤدي حقك يا رمضان؟
فكم سمعنا ورددنا بقدوم ضيوفنا كما قال الشاعر:
لو عَلمنـا مجيئكُـم لفَرشنا مُـهجَ القلبِ أو سواد العُيون
وجعلنا فوقَ الجفون طريقـا ليكون المـرورُ فـوقَ الجُفـون
فها نحن قد علمنا بمجيئك يا رمضان…فهل سنفرش مُهج القلب بالطاعة؟ أو لم يأن لنا أن نحصدَ زرعاً زرعناه؟ أما آن لقلوبنا القاسية أن تغتسل بالثلج والبرَد؟
بلى يا رب قد آن… وطَفِقَ الشوق فينا.. وتاقت أرواحنا لرمضان، وللحبيب المنّـان، و للسجود والقيام بين يديه داعين خاشعين مع نسائم السحر، حيث لا قريب سواه ولا حبيب معه..فإن كان الشاعر قال شعره ولم يعلم بضيوفه إلا بعد المجيء.. فإني أقول وقد علمت بمجيء ضيفنا مرحّبة:
قد علمنـا مَجيئكم فـفَرشنـا مُـهجَ القلبِ مع سوادِ العُيونوفَرشنا القُلوبَ ورداً ومِسكـاً ليـكون الحنيـنُ فـوقَ الحنيـن
فأهلا رمضان.. يا من تُفتّح فيك أبواب الجنان، وتغلق فيك أبواب النيران، وتصفّد فيك الشياطين، أهلا يا شهر الصبر والطاعة…فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر..اللهمّ بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين واجعلنا من عتقائه يا أرحم الراحمين. اللهم آمين.
هل أعجبك الموضوع ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق